مسجد المعلّق ، تحفة دينية نادرة !

:مسجد المعلّق

 مهما ذكرنا وعدّدنا معالم طرابلس الفيحاء تبقى في هذه المدينة معالم أثرية خفية لم يسلّط الضوء عليها ولم تحظى بدقة الاستكشاف والزيارة. تملأ شوارع المدينة مئات المساجد التراثية التي تعود إلى عهود قديمة قا ببنائها لتخليد تاريخها العريق في جميع شوارع وأحياء طرابلس. جامع المعلّق هو أحد الجوامع الأكثر تميّزاً واختلافاً بين مساجد طرابلس بفضل مئذنته وطريقة بنائه.

موقع مسجد المعلّق:

يقع مسجد المعلّق في طرابلس شمال لبنان. تحديداً في محلّة الحدّادين وبالقرب من مسجد “الطحّام”.

سبب تسمية المسجد بـ مسجد المعلّق:

لقد ألقي هذا اللقب على المسجد لأنه يرتفع عن سطح الأرض. يمرّ من تحت المسجد الشارع الذي يؤدي إلى سوق العطارين وحمّام الجديد الشعبي.

تاريخ مسجد المعلّق:

بني مسجد المعلّق على يد الأمير محمود بن لطفي الزعيم في عام ١٥٦٢ ميلادي. يعود بناء المسجد إلى بداية العهد العثماني خلال حكم السلطان سليمان القانوني.

هندسة وتقسيم مسجد المعلّق:

يعتبر مسجد المعلّق من أقدم المساجد الطرابلسية وأجملها ويعود ذلك إلى وجود بعض الأمور التي تميّزه عن باقي المساجد الطرابلسية.

يتألّف المسجد من عدة أقسام مختلفة لكل منها دور خاص. حيث يوجد الحرم الداخلي للصلاة، المصلّى الصيفي، قصر الأمير محمود بن بطفي الزعيم والحديقة الخاصة بالمسجد التي تحتوي على قبره.

تم تشييد المسجد في الطابق الأول ويتم الدخول إليه عن طريق درج ويأتي ذلك إثباتاً لصحّة اسمه “المعلّق” لأنه يختلف عن باقي المساجد المبنية في الطابق الأرضي.

عند مدخل بوابة المسجد السوداء توجد لوحة مكتوبة بالخط العربي تتضمّن اسم باني المسجد وتاريخ البناء أيضاً.

إلى يمين المدخل نجد مكان الوضوء الذي يحتوي على حوض رخامي للوضوء. يلي مكان الوضوء المصلّى الصيفي الذي تغطّيه عريشة و أشجار امتدّت على أطرافه. في المصلّى محراب خاص لأداء الصلاة في هذه الساحة الخارجية.

مسجد النعلق

بني مسجد المعلّق على يد الأمير محمود بن لطفي الزعيم في عام ١٥٦٢ ميلادي.

أمّا الحرم الداخلي للصلاة فهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل. تتألف الغرفة من تسع مساحات للصلاة تفصل بينها أربع أعمدة ضخمة. يقوم سقف المسجد على عقود وقناطر دون وجود قباب كباقي المساجد. تحمل جدران المسجد الطابع المملوكي وذلك لأنه بني في أوائل  العهد العثماني. من ناحية جدار القبلة يوجد محراب و منبر رخامي باللون الأبيض تزيّنه الزخارف الجميلة. ما يميّز هذا المسجد أيضاً هو وجود مكتبة داخله. تحتوي المكتبة على الكثير من الكتب والمصاحف الموجودة في خزائن خشبية. تكثر في الحرم الداخلي الشبابيك الزجاجية ذات الأطراف الخشبية. تتميّز هذه الشبابيك بطولها الذي يسمح للضوء والهواء بالدخول إلى المسجد وإنارة أرجائه.

:معلومات أكثر حول المسجد

عادة تكون مآذن المساجد إمّا مبنية على الأرض بشكل مباشر كمآذن مدينة اسطنبول أو مرتكزة على عضد ليتم تثبيتها ولكن جاءت مئذنة مسجد المعلّق كتحفة هندسية فريدة من نوعها. حيث ترتكز على طرف قنطرة فارغة لا يوجد شيء تحتها. إنها مئذنة مثمنة الأضلاع يزيّنها مدماكين من الحجر  باللون الأسود في ثلث برجها. يعلو المئذنة مدماك من المقرنصات والزخارف.

في الجهة الشرقية للمسجد نجد الحديقة الخلفية للمسجد. تحتوي هذه الحديقة على قبر الأمير محمود بن لطفي الزعيم باني المسجد. إنّ القبر مصنوع من الحجر ومزيّن بطربوش ليدلّ على أنه حاكم عثماني حيث كانت عادة العثمانيين قديماً وضع طربوش على الرأس وعند موت الحاكم أو الأمير يتم صناعة قبر مزيّن بشكل طربوش. يوجد القبر تحت قبة خضراء اللون.

يعتبر قصر حاكم طرابلس محمود بن لطفي الزعيم قسم من أقسام المسجد. هو قصر صغير يشكّل مكان إقامة الأمير بالقرب من المسجد الذي بناه. بسبب مرور الوقت الطويل على  بناء المسجد والقصر لا يمكننا رؤية تفاصيل للقصر سوى وجود الأعشاب على جدرانه الأثرية.

مسجد المعلق

جامع المعلّق هو أحد الجوامع الأكثر تميّزاً واختلافاً بين مساجد طرابلس بفضل مئذنته وطريقة بنائه.

جميع التفاصيل التي ذكرت عن مسجد المعلّق تجعل منه تحفة معمارية فريدة من نوعها تستحق الزيارة والاستكشاف من قبل السائحين عامة واللبنانيين خاصة كي يروا هذا المزيج الرائع من العمارة المملوكية والعثمانية في مكان واحد. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المسجد في يومنا إلى إعادة تأهيل في بعض أقسامه كقصر السلطان. يساهم الترميم في إحياء التاريخ والطابع الأثري أكثر فأكثر في أرجاء المسجد وتشجّع الناس من مختلف المناطق على زيارته.