رأس المتن، بلدة نموذجية لبنانية!

هي بلدة الأدباء ومنشأ المؤرخين مثل أنيس فريحة، هي بلدة التاريخ والآثار القديمة، هي بلدة الإبداع والفن الموجود في متحف الصخر، هي بلدة تربية النحل وإنتاج الذهب الأصفر، هي بلدة النشاطات والفعاليات الهادفة التربوية. إنّ هذه البلدة هي رأس المتن.

موقع بلدة رأس المتن:

تقع بلدة رأس المتن في قضاء بعبدا وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ١٣٠٠ هكتار أي ما يعادل ١٣ كيلو متر مربّع. تبعد رأس المتن عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٢٨ كيلومترًا.

رأس النبع

هي بلدة الأدباء ومنشأ المؤرخين مثل أنيس فريحة

معنى اسم بلدة رأس المتن:

تعدّدت التفسيرات التي تشرح مصدر اسم بلدة رأس المتن. القسم الأول يعتقد أنّها تعود إلى اللغة العربية وهي الرأس القوي الصلب.  أمّا القسم الثاني فيقول أنّها كانت تدعى سابقاً بلدة الرأس بسبب وجودها على قمة الجبل وقد أضيفت كلمة المتن عليها منذ ١٥٥ عاماً. أخيراً ابن البلدة الدكتور أنيس فريحة أوضح أنّ اسم البلدة أتى من شكلها الجغرافي  الذي يشبه رأس ولسان.

إنتاج الصنوبر في راس المتن:

تعتبر بلدة راس المتن من أكثر البلدات اللبنانية انتاجاً للصنوبر في لبنان وفي العالم العربي أيضاً. تحتوي غابة رأس المتن على ٣٠٠ ألف شجرة صنوبر. تتحلّى هذه الأشجار بالزراعة التقليدية التي لا تعرف المواد الكيماوية. يتم قطف الصنوبر في فصل الشتاء ثم حفظه وأخيراً عرضه على أشعة الشمس صيفاً حيث يكتسب طعمه ونكهته ذات الجودة العالية.

رأس النبع

تعتبر بلدة راس المتن من أكثر البلدات اللبنانية انتاجاً للصنوبر في لبنان وفي العالم العربي أيضاً.

السنديانة في رأس المتن:

لم تعد هذه السنديانة مجرد شجرة بل أصبحت معلم من معالم رأس المتن. هي شجرة السنديان التي يتجاوز عمرها مئات السنين. تظلل تحت أغصانها جميع أبناء البلدة وآبائهم وأجدادهم أيضاً. كانت أغلب اجتماعات أبناء البلدة تتمركز تحت هذا الموقع الشهير “تحت السنديانة”. بالإضافة إلى وجود عدد من أشجار السنديان الأقل عمراً من هذه السنديانة منتشر في أرجاء البلدة و وديانها.

آثار بلدة راس المتن:

تنتشر في بلدة رأس المتن آثار عديدة بقيت من الشعوب القديمة العريقة التي مرّت على البلدة وبنت فيها معالم أثرية أصبحت ذات قيمة تاريخية اليوم. من أهم هذه المعالم هو الجسر العثماني الذي بني في أواخر القرن التاسع عشر وكان يربط بلدة صوفر بالمتن الشمالي والجنوبي. كما يوجد جسر ثاني ومطحنة قديمة أيضاً بنيت على يد العثمانيين من أجل طحن القمح وأصبحت اليوم مقصد سياحي للزائرين والسائحين.

سرايا بلدة رأس المتن:

هي سرايا الأمراء اللمعيين الذين بنوها في أعالي رأس المتن منذ بداية القرن السابع عشر حيث يتجاوز عمر السرايا حوالي ٤٠٠ عام. كانت السرايا تحتوي على حبس و مشنقة وهي مصنوعة من العقود والحجر القديم جعل من عمارتها عمارة ساحرة وتاريخية. ما لبثت هذه السرايا أن تحوّلت إلى مدرسة في عام ١٩٠١ واستمرّت في تعليم المهن والحرف والموسيقى مثل الخياطة والنجارة مع الجغرافيا والتاريخ والتربية والأخلاقيات حتى عام ١٩٥٨ حين ضربت هزّة أرضية هذا المكان.

رأس النبع

. يتم قطف الصنوبر في فصل الشتاء ثم حفظه وأخيراً عرضه على أشعة الشمس صيفاً حيث يكتسب طعمه ونكهته ذات الجودة العالية.

الينابيع والعيون في رأس المتن:

تعتبر بلدة رأس المتن بلدة جبلية غنية بالمياه والينابيع والعيون. أثّر هذه الأمر إيجاباً على الأراضي الخضراء والمحاصيل الزراعية. من أهم وأقدم العيون الموجودة في راس المتن هي عين المرج التي تعود إلى عصر المماليك. بنيت في عام ٨٧٧ هجري على يد عمر محمد موسى وقد بلغت كلفتها ١٠٤٠٠ درهم. تدلّ هذه العين والنقوش المنحوتة على حجرها على تاريخ بلدة رأس المتن القديم والعريق.

السياحة الدينية في رأس المتن:

لا تقتصر السياحة في رأس المتن على السياحة البيئية والأثرية بل تتعدّى ذلك بوجود العديد من أماكن العبادة فيها. تتواجد في راس المتن خلوة الشيخ أبو رسلان، مغارة السيدة سارة وكنيسة السيدة. يعود تاريخ كنيسة السيدة إلى عام ١٧١٤ وهي ذات طراز قديم. بنيت على ثلاث أعمدة لكي تتسع إلى عدد كبير من الناس. يبلغ عرض الحائط فيها حوالي المتر وهو من نوع الكلّين الضخم. تنتشر فيها القناطر الزخارف التي تدل على تاريخها القديم.

متحف عادل صالحة:

بالرغم من عدم قدرته على التعلّم والدراسة استطاع الفنان عادل أسعد صالحة امتلاك موهبة فريدة من نوعها ألا وهي نحت لوحات من الصخر. استخدم عادل صالحة الصخر اللبناني بجميع لوحاته التي يبلغ عددها حوالي ١٨٦ لوحة لكل منها الشكل والطراز الخاص. كما صدّر بعض الأعمال إلى دبي وتونس وسوريا وألمانيا وشارك في معرض عاليه للنحت أيضاً. في عام ٢٠١٣ تم تدشين المتحف بحضور أحد الوزراء وفي عام ٢٠١٤ تم تصنيف المتحف رسمياً من قبل وزارة السياحة. يسعى الفنان عادل صالحة إلى ترك أثر وبصمة في راس المتن وينصح الجميع بالقيام بالأمر نفسه.

راس النبع

تنتشر في بلدة راس المتن آثار عديدة بقيت من الشعوب القديمة العريقة التي مرّت على البلدة وبنت فيها معالم أثرية أصبحت ذات قيمة تاريخية اليوم.

تربية النحل في رأس المتن:

اشتهرت بلدة راس المتن بانتشار أشجار السنديان فيها وقد استغل أهالي البلدة هذا الأمر وقاموا بتربية النحل لإنتاج الذهب الأصفر. بعض أهالي البلدة يقومون بهذا الأمر كهواية فقط والبعض الآخر يعتبرها مصدر دخل أساسي له. من أم أنواع العسل التي يتم إنتاجها هو عسل السنديان وعسل الأزهار البرية. يمكن للزائرين الذين يرغبون في مشاهدة عملية تربية النحل وإنتاج العسل مرافقة النحالين إلى المناحل وعيش هذه التجربة معهم بكل تفاصيلها.

نشاطات بلدة راس المتن:

تنظّم جمعية الشبّان المسيحيين بالتعاون مع أهالي بلدة راس المتن نشاطات للأطفال بحضور حوالي ٧٠ شاب وفتاة يخضعون للتدريب قبل تنفيذ النشاطات مع الأطفال. يتراوح عمر الأطفال من ٦ إلى ١٧ عام. تقام هذه الفعاليات في فصل الصيف وتهدف إلى بناء العقل والجسد والروح دون تحديد خلفية الأطفال ومستواهم المادي والعلمي. كما يتواجد في رأس المتن مهرجان ومركز اليوغا الذي يستقبل جميع الأعمار من الصغار حتى الكبار وحتى الأشخاص الذين يعانون من حاجات خاصة.

بيت الغابة في رأس المتن:

هو عبارة عن نقطة استراحة للشباب والسائحين الذين يقومون بممارسة هواية الهايكنج ضمن مسارات تشمل راس المتن الشمالي والجنوبي. كما يتم عرض وبيع المنتجات البلدية التي تصنع يدوياً في رأس المتن إلى كل الراغبين بالشراء. بالإضافة إلى معرض الأزهار والنباتات الذي يقام كل عام لعرض الأنواع الموجودة في بيئة وطبيعة راس المتن.

تعرف أكثر على بلدة المختارة!